أعلن مهرجان إكسبوجر الدولى للتصوير فى دورته الـ 9، عن جائزة الصحفى المستقل، وقد حصل على المركز الأول المصور الصحفى الفلسطينى ساهر الغورة، الذى لم يتمكن من الحضور الى حفل توزيع الجائزة بسبب الحصار.
وقامت إحدى أصدقائه باستلام الجائزة وقالت فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع، عنه إنه ساهر يبلغ من العمر 27 عامًا، وقد عاش فى غزة طوال حياته، حيث وجد نفسه محاصرًا وسط الدمار والصراعات المستمرة، ودرس الإعلام وبدأ شغفه بالتصوير عندما أهداها له والده وهو فى السابعة عشرة من عمره، فى البداية، ركز على تصوير جمال غزة قبل أن تندلع الحرب وتغير مسار حياته، ليصبح شاهدًا على المعاناة الإنسانية التى يعيشها شعبه.
وأوضحت صديقة ساهر، أنه تميز بقدرته الفريدة على توثيق المآسى من خلال عدسته، مسلطًا الضوء على أوضاع الأطفال والنساء الذين غالبًا ما يتم تجاوزهم فى سرد الإحصائيات البحتة، ركز فى عمله على توثيق الحياة اليومية للناجين، والذين فقدوا كل شيء، محاولًا إظهار الأمل وسط الألم.
وأشارت صديقته، إلى أنه عاش مع عائلته فى مدينة غزة، حيث يعمل والده طبيبًا، لكنهم تفرقوا بعد اندلاع الحرب، فقد منزله، وأصبح نازحًا، بينما لم يكن يعلم مصير أسرته لفترة طويلة، لديه شقيقتان، واحدا يعيش فى أوكرانيا يدرس الطب، لكن عائلته واجهت صعوبات مالية أجبرتهم على بيع منزلهم، ليجدوا أنفسهم مشردين فى خيام منفصلة.
وتابعت صديقته، فى ظل هذه الظروف، اضطر ساهر للعيش فى خيمة مع تسعة أو عشرة أشخاص آخرين، من بينهم صحفيون ومسؤولون محليون، ومع استهداف الصحفيين بشكل متكرر، تخلى عن سترة الصحافة الخاصة به خوفًا من أن تتحول إلى علامة تجعله هدفًا واضحًا.
ولفتت صديقته، إلى أن بالرغم هذه الظروف القاسية، واصل عمله فى توثيق الواقع، متجولًا بين المستشفيات والمناطق المدمرة لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث، التزم بأخلاقيات التصوير الصحفي، التى جعلت من المصورين الفلسطينيين الشهود الأكثر مصداقية على الأحداث، وسط موجة من الأخبار المضللة.
وأضافت صديقته، أن معرضه لا مهرب لنا يعكس صوره مشاهد الحياة اليومية فى غزة، حيث يحاول السكان التكيف مع الدمار، يشعلون النيران فوق الأسطح لصنع الشاي، ويعيشون فى مبانى مهدمة، توثق عدسته مأساة النزوح، من المعاناة فى المخيمات خلال الصيف الحارق إلى الشتاء القارس الذى أغرق الخيام بمياه الأمطار، كما ان لوحاته سلطت الضوء على عودة الأهالى إلى مناطقهم رغم الدمار، مشيرًا إلى مدى ارتباطهم بأرضهم رغم كل التحديات.
أعمال ساهر الغور