«تكنولوجيا الإدراك».. الذكاء الاصطناعي يسعى لتفسير ماتخفيه المشاعر البشرية


اشترك لتصلك أهم الأخبار

لايتوقف العلم عند حد إنما يمكننا القول أنه لا يبرح حتى يبلغ مبتغاه؛ حتى أنه يسع مؤخرًا لتفسير ما تخفيه ضمائر البشر وقلوبهم؛ إذ يسعى فريق من العلماء بجامعة «هلنسكي» الفنلندية لتطوير خوارزميات من شأنها التكهن بالمشاعر البشرية فيما يُعرف علميًا بـ«تكنولوجيا الإدراك».

وحسبما أوردته مجلة «Proceedings of the Web Conference» المختصة بالأخبار العلمية يسعى فريق من الباحثين من الدنمارك وفنلندا إلى التسلل إلى العقل الباطن للبشر وتفسير ما يخفونه في ضمائرهم وقلوبهم عبر تطوير خوارزميات يمكنها التكهن بمشاعرهم وكشف ما يفضلونه في كل شيء بدءً من الموسيقى والأفلام السينمائية مرورًا بالمشتريات والأخبار ثم وصولًا إلى مشاعرهم عبر اختبارهم أمام وجوه الآخرين.

وحسب هذه الدراسة الأولية غير المحكمة فإن هذه الخوارزميات مبنية على سلوكنا في البحث واختلافه عن سلوك الآخرين.

الذكاء الاصطناعي يسعى لتفسير ما تخفه المشاعر البشرية

وتشير مجلة «Proceedings of the Web Conference» إلى أن السلوك الظاهري لمعظم البشر لا يعكس واقع رغباتهم ومشاعرهم الحقيقية؛ لذلك يسعى الباحثون لتطوير خوارزمية قادرة على التنبؤ بالوجوه التي نرتاح لها، ومن ثم تفسيرها لتظهر على شاشة الكمبيوتر.

وحسبما أوردته الدراسة تعمل هذه الخوارزميات عبر بناء قدرة معرفية حول الشخص المعنى؛ لكونها مبنية جزئيا على نشاط دماغ شخص واحد وعلى المعلومات التي تم الحصول عليها بخصوصه من الآخرين

الذكاء الاصطناعي يسعى لتفسير ما تخفه المشاعر البشرية

و طلب الباحثون من المتطوعين المشتركين في الدراسة، تحديد الصورة الأكثر جاذبية لهم، من بين عدد كبير من صور البشر التي تظهر على شاشات وُضعوا أمامها، وأثناء هذه العملية كان الباحثون يقرأون نشاط أدمغتهم باستخدام معدات التخطيط الكهربائي للدماغ. وبناءا على تفسير نشاط الدماغ البشري في هذه الأثناء استخدم الباحثون هذه المعلومات لتدعيم الذكاء الصناعي وتدعيميه بكيفية تمييز نشاط الإنسان عندما يرى الوجوه المريحة، عن نشاطه عندما يرى العديد من الصور الآخرى، وعبر هذه البيانات يمكن لهذه الخوارزميات تفسير مشاعر الأشخاص والتكهن بشكل مسبق بالوجوه الذين يرتاحون إليها.

وتشير مجلة «Proceedings of the Web Conference» إلى أن تكنولوجيا الإدراك تعد سلاحًا ذا حدين فبينما يبدو أن معرفة الذكاء الاصطناعي برغبات الشخص المعني، أمر مخيف، في حال تم تطبيق هذه التكنولوجيا في استغلال، إلا أنها تتيح للبعض إمكانية التعرف على أنفسهم وميولهم ورغباتهم الواقعية من جانب آخر، لكون معظم البشر يخفون رغباتهم حتى عن أنفسهم أحيانا، بغية اتباع الأنماط والمعايير الاجتماعية السائدة.

الذكاء الاصطناعي يسعى لتفسير ما تخفه المشاعر البشرية

ووفقا للباحثين، ستمر هذه الدراسة الأولية لنحو عشر سنوات قبل أن تصبح هذه التكنولوجيا ملائمة بما فيه الكفاية وفي متناول الجميع، غير أن تداولها مشروط بوضع منظومة عالمية موثوقة لحماية المعلومات الشخصية.

وتعتبر كيث ديفيس، إحدى المشاركات في هذه الدراسة الأولية، وهي أكاديمية من جامعة هلسنكي، هذا العمل خطوة نحو عصر جديد، يمكن تسميته «تكنولوجيا الإدراك»، وهي تكنولوجيا مطورة ستجمع بين تكنولوجيا المعلومات وعلم الأعصاب.





المصدر الرئيسي للخبر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق