التفاصيل الكاملة لمداخلة الرئيس السيسي مع التليفزيون المصري


كتب- مصراوي:

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الأربعاء، مداخلة هاتفية في برنامج التاسعة مع الإعلامي يوسف الحسيني على شاشة القناة الأولى، تطرق خلالها إلى العديد من الملفات الهامة فضلا عن الاستجابة لمناشدة بوسي سعد أول امرأة تعمل في مهنة الحدادة بالمنصورة من خلال توفير كافة احتياجاتها برعاية مباشرة من رئاسة الجمهورية.

وكانت بوسي، قد ذكرت في تقرير، أنها تعمل في مهنة الحدادة منذ 7 سنوات، ولديها 4 أولاد، وقالت”أبويا كان راجل كويس، وكان عنده 11 بنت، جوز 10 وساب لي واحدة، أنا اللي جوزتها” وأبدت رغبتها في توفير مسكن لها ولأسرتها.

لفتة إنسانية

ومن جانبها عبرت بوسي سعد، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “التاسعة” عن سعادتها بقرار الرئيس السيسي قائلة: “ربنا يبارك في صحته ويخلينا لينا ومتحرمش منه أبدا ولا منكم، أنا مبسوطة وبعيط من الفرحة والله، حاجة مكنتش متوقعه أبدا”.

وعبر الرئيس عن تقديره واحترامه للسيدة بوسي سعد وعملها للإنفاق على أسرتها الكبيرة قائلا :”أهلا وسهلا بالستات الجدعان، ربنا يديكي الصحة ويكرمك ويعينك على المهمة الكبيرة، إنتي بتقومي بمهمة عظيمة، وإنتي ممكن تقسمي على الله وتتمني بشقاك وعرقك على أهلك وأولادك وربنا يلبي طلبك وهو سميع مجيب، ولا تشكريني، إحنا تحت أمرك وأمر كل المصريين، وتصدقي بالله والله العظيم أنا متشرف إني بكلمك”.

ولم تتمالك السيدة بوسي نفسها من السعادة بينما ترد على الرئيس قائلة:”أنا فخورة إني بكلم حضرتك وربنا يبارك في صحتك وربنا يخليك لينا ولشعب مصر”.

أهل التشكيك والتخريب

وتحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي في قضايا تمس الوطن حيث أكد أن هناك من يعيشون في وسط المجتمع ويعتبرونا أعداءً، يسعون للقتل والتخريب حال تمكنهم من ذلك.

وأضاف السيسي خلال المداخلة: “ما جابهته بلد بها 100 مليون خلال العشر سنين اللي فاتوا أمر مش سهل ونحن نحاول الحفاظ على الاستقرار”.

وتابع الرئيس: “اللي بتكلم عنهم ناس في وسطينا، قاعدين ليل نهار بيتكلموا عكس الاتجاه، مش مستوعبين الدرس، وبيحاولوا ينخرطوا مع المجتمع، وبيعتبرونا عدو ليهم.. تشكيك وتخريب لو أمكن وقتل لو أمكن”.

دراسة الواقع المصري

وأشار الرئيس إلى إنه درس الواقع المصري في كل الاتجاهات منذ صغره بتجرد ودون تجيز أو تشدد.

وأردف في حديثه للإعلامي يوسف الحسيني: “بدأت القراءة في وقت مبكر وأنا صغير، وكنت أقرأ للكاتب الكبير أستاذ هيكل، وموسى صبري، وكل الكتاب الفاخرين اللي بيكتبوا في الفترة عن الدينا في مصر”.

وتابع الرئيس: “في فترة من 1962 إلى 1967 كان فيها أحداث كبيرة على الواقع المصري، وسألت نفسي ليه أوضاعنا وظروفنا كدة من كل الاتجاهات، ومن خلال دراسة موضوعية مفيهاش انحياز أ وتشدد أو تزيد، ابتديت أشكل فهم أعتقد أنه عميق وواسع عن واقعنا في مصر بدءًا من الإنسان وكل ما يتصل به من تعليم وصحة وعمل وثقافة وإشكاليات مرتبطة بالدين”.

واستطرد السيسي: “أي إنسان في الدنيا طبيعي يحب بلده، لكن المهم بيحبها بالكلام ولا بالشقى طول النهار، مثل الأخت بوسي التي بترعى أبنائها وهي مش كبيرة عشان تقوم بالحمل ده”.

وأضاف السيسي: “لو 10% من المصريين اللي تحت سن 45 سنة يعني حوالي 6 ملايين بيحبوا بلدهم بجد وبيشتغلوا بقسوه وتجرد، تفتكر رد الفعل على البلد إيه”.

واسترسل الرئيس: “لا نقلل من جهد المصريين أو عملهم، لكن لما نحب بلدنا تعالوا نحبها صح، لو شفت ورقة في الشارع وشلتها أو قالب طوب وحطيته جنب الرصيف ده حب، مش حاجة تاني لأنك عايزها نظيفة قوية وراقية”.

تصويب الخطاب الديني إرادة مستمرة

ونوه الرئيس إلى إن القناعة بتصويب الخطاب الديني تتحول إلى إرادة مستمرة، لافتًا إلى أن تطور الإنسانية يحتم استمرارية تصويب الخطاب الديني.

وتحدث عن تلك القضية قائلا:”شوفوا شكل الدنيا في العالم عاملة إزاي، نتيجة نصوص معينة تم اجتزئها واستخدامها بشكل معين، قد إيه اتقتل وقد إيه تراجعنا، ده ميدنيش تحفيز نفكر ونعيد بناء فهمنا، وبالمناسبة تصويب الخطاب الديني عملية مستمرة وليس عملية مؤقتة”.

وأشار إلى ضرورة القناعة بأهمية تصويب الخطاب الديني لخلق إرادة تتحول لمسار علمي واجتهادي، قائلا:”بالمناسبة ممكن ننجح في مسألة ونخطئ في مسألة تانية، لا بأس، خايفين من إيه، الدنيا قاعدة تخبط وربنا شايف ومطلع وصبور علينا، هو خلقنا وعارفنا بشر وضعاف”.

ونوه إلى إن الحالة المصرية خلال السنوات العشر الماضية أحدثت حالة من الفهم وعدم الانقياد الأعمى للدين.

وذكر الرئيس في حواره عبر الهاتف: “عشان نكون منصفين، أوعى تعتقد إن تحقيق أهدافك في تجديد الخطاب الديني أو بناء الوعي، ممكن يتحقق خلال سنة أو اثنين أو ثلاثة، بغض النظر عن الأدوات اللي هتستخدمها لأنك تتعامل مع البشر وفي فرق كبير بين طفل وشاب ورجل أو ست كبيرة الإنسان لما بيكبر بتبقى فرص التغيير صعبة مش الموضوعية أو المنطق اللبي بيحكموا المسار في تغيير أو بناء الوعي”.

وأضاف السيسي: “النقطة المضيئة في الموضوع إن المصريين خلال السنوات العشر الماضية، كان هناك تجربة عملية، شئنا أو أبينا دخلنا فيها، وطلعوا بدروس لم يتم وضعها من قبل مخططيها، يعني مش نقول إحنا مسؤولين عن الدولة وضعنا استراتيجيات لبناء هذا الحجم من الفهم وعدم الانقياد الأعمى للدين.. الكلام عن المسلمين والمسحيين، وده جاء بعد الحالة التي تشكلت بعد عام 2011 وحجم التطرف والإرهاب والثمن الذي دفعته مصر سواء من مواردها أو ولادها الذين استشهدوا وأصيبوا والإعلام كان يقدمه بتجرد

واستطرد الرئيس: “ما حدث شكل حالة أتصور أنها موجودة في مصريين بنسبة كبيرة قوي، وهي أن فكرة الميل للدين بشكل مطلق بدون تفكير أتصور أنها تراجعت في مصر، وده لم يفعله أي رئيس ولكنها الحالة التي مرت بها مصر”.

وشدد السيسي على أن ثوابت الدين لن تتغير ولكن يجب فهم التطور الإنساني والتعامل مع القضايا المعاصرة: “اللي عمل الدين ربنا، واللي عمل الوجود بتطوره ده ربنا.. هل تفتكروا ربنا هينزل دين يصطدم مع التطور الحضاري.. لو حصل ده يبقى بنسيء للخالق العظيم، ربنا عمل الدين وقابل إنها يتشكل ويتطور”

وأضاف الرئيس: “لا نتكلم في عقائد، فالشهادة والصلاة والصيام وثوابت الدين مش هتتغير، ولا يمكن حد يتناقش فيها، ولكن فهمك للتحضر مع وضعك الإنساني جيل بعد جيل، يعمل معالجة وفهم لأمورك الإنسانية في إطار التطور الإنساني اللي حصل عشان متصدمش”.

وذكر السيسي عبر المداخلة: “الأوائل تصدوا لهذا الموضوع وتحركوا فيه عشان يناقشوا قضايا عصرهم، واستخدموا الفقه لحل مسائل عصرهم، لكن إحنا للأسف مقدرناش نعمل كدة وجبنا ثقافة موجودة من 500 و1000 و1200 سنة يمكن، وخدناها وبنتعامل بيها مع قضايا دلوقتي.. إحنا كدة بنظلم الدين والفهم وحكمة ربنا”

وتابع: “ربنا عمل الدين للمسلم والمسيحي وكل الأديان وعمل الحضارة بتاعة، وإحنا متصورين إحنا اللي عملناه، ربنا عارف بعلمه الأزلي الإنسان هيعمل إيه جيل بعد جيل بعد جيل، أهل الشرائع والعلماء خايفين من إيه، الدين مش هيضيع أبدًا، ربنا له رسل وكتب حافظها إلى يوم القيامة، لو مخفناش وتصدينا لهذه القضايا، فلو أصبنا لنا أجرين ولو أخطأنا لنا أجر واحد، يا ترى علماء الدين مستعدين لكدة؟”.

التحرش والتنمر

وشدد الرئيس على أن التحرش بالفتيات والسيدات جزء من انتهاك حقوق الإنسان في مصر، مضيفا :”الإساءة للناس وتخليهم ماشيين مفزوعين من التحرش أو التنمر أو حتى تبص عليها، مش من حقك تعمل كده خالص، ده هيتغير إزاي ليس بالثقافة فقط، أولا بالقانون، الدول لازم يكون عندها ممارسات قانونية لضبط حركة المجتمع حقوق وواجبات”.

وتابع :”يهمني الأول إن المصريين يبقوا مقدرين وميكونش عندهم إحساس إن في انتهاك لحقوق الإنسان في مصر، لا شك إن مظاهر الفقر والجهل والأمور التي حصلت خلال السنين اللي فاتت أدت لممارسات بالشكل الذي لا نتمناه”.

رعاية إنسانية وإصلاحية في أكبر سجون

وأكد الرئيس أنه خلال أسابيع قليلة سيتم افتتاح أكبر مجمع سجون في مصر، وهو الأول من بين 7 أو 8 سيجري إنشاؤها مشيرا إلى أن “مجمع السجون هو نسخة أمريكية كاملة، فيه كل شيء.. لو إنسان أذنب مش هنعاقبه مرتين، هنعاقبه مرة واحدة، بأنه يؤدي عقوبته في السجن بشكل آدمي إنساني”.

وتابع السيسي: “اللي هتشوفه في المجمع حركة محترمة، وإعاشة محترمة جدًا، ورعاية إنسانية وثقافية وإصلاحية عالية جدًا، مفيش عربية تراحيل، والقضاء موجود هناك”.

رسالة إلى الشعب

كما وجه الرئيس رسالة إلى الشعب المصري متعلقة بحب الوطن، ومظهره الجمالي من حيث النظافة بالشوارع ومتفرعاتها.

وأختتم السيسي حديثه قائلا:”تعالوا نحب بلادنا صح، لو مشيت في الشارع ولقيت ورقة وشلتها فأنت بتحب بلدك، ولو انت كمصرى تحب بلدك صح ولو لقيت قالب طوب وشيلته دا حب للوطن، إنك تحب بلدك تكون نضيفة وعايزها قوية وراقية ومقدمة وعافية”.



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق