آليات الاستفادة من وسائل الحكى والوسائط التعليمية لجذب الأطفال (صور)


تتعدد أوجه الإبداع والإدهاش فى “مهرجان الشارقة القرائى للطفل”، وضمن نسخته الـ13، والتى تستمر حتى 22 مايو الجاري، وتتنوع أركان المعرفة والتعلم فى أروقة المهرجان، مقدمة لزواره من الصغار والكبار عوالم من الفرجة، ومن ضمن ذلك إحياء تراث “الحكواتي” القائم على سرد القصص والخيال.


 


فى ركن القراءة، فى القاعة 6 من قاعات المهرجان، فى إكسبو الشارقة، قرأت الحكواتية السورية ميساء محمد الجبان قصة “الذئب والخراف السبعة”، بصوت ترفعه تارة وتخفضه وفق السياق العاطفى لمحتوى القصة، وهى تلبس ملابس مزركشة وملونة من التراث الإسلامي، وتستعين بدمى لخراف رابضة عند كرسى “الحكواتي”. 


 


ودارت القصة، التى شدت أسماع الأطفال، حول خراف يعيشون فى كوخ بالغابة مع والدتهم، التى أوصتهم بعدم فتح الباب لأى طارق فى غيابها، محذرةً إياهم من الحيوانات الغادرة فى الغابة، وخاصةً الذئب الذى يتحين الفرص لالتهامهم.وتتصاعد أحداث القصة حين يسمع الذئب كل ما دار من حديث بين الأم وصغارها، إذ يستغل الفرصةويطرق الباب على الأبناءمدعياً أنه والدتهم، لكن صوته الخشن يفضح الأمر، حيث تبين لهم أنه الذئب ولا يشبه صوت أمهم الناعم، فيغضب الذئب من ذلك جداً، بعد أن خاب مسعاه فى استدراجهم لفتح الباب.


 


وقالت الحكواتية التى روت هذه “الحدوتة” التراثية من قصص الأطفال، وسط جمهور تراوح بين الصغار والكبار أن هذه القصة مناسبة لكل الأعمار، وتحذر من مغبة الثقة فى الغرباء، فى قالب من التشويق والخيال مناسب لأعمارهم وإدراكهم المعرفي.


 

آليات الاستفادة من وسائل التواصل


كما أثارت صانعة المحتوى حلا حرب خلال ورشة تفاعلية ضمن فعاليات اليوم الثانى من “مهرجان الشارقة القرائى للطفل”، عدداً من الأسئلة حول آلية التعامل الآمن مع وسائل التواصل الاجتماعي، وما هى المهارات والتقنيات التى يحتاجها المستخدمون للاستفادة من المحتوى المقدم على منصات التواصل الاجتماعي، خاصةً الأطفال ما بين عمر 10–15 عاماً. 


 


وأكدت حرب أن صناعة المحتوى تستند إلى معارف وعلوم تلتزم بأساليب وفنيات يمكن من خلالها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، مشيرةً إلى أن تفضيلات المستخدمين تعتمد على اهتماماتهم الخاصة بصورة أولية، إلا أنها تتغير بحجم استجابتهم لتقنيات مدروسة تستهدف جذبهم وتعزيز تعلقهم بما تقدمه إحدى القنوات دون غيرها. 


 


وتوقفت حلا حرب عند عدد من الأساليب التى يمكن توظيفها للبحث عن المحتوى المناسب لكل مستخدم، منها ما يتعلق بتقنيات البحث على “يوتيوب”، واللغة المستخدمة، والبلد الذى يجرى منها البحث، والمتابعة الفعالة على حسابات صناع المحتوى على “إنستجرام”.


 


ويتيح المهرجان الفرصة أمام الراغبين فى الإطلاع على كافة تفاصيل برنامج فعاليات “مهرجان الشارقة القرائى للطفل”، والتعرف على ضيوفه، ومواعيد انعقاد الجلسات والورش والعروض الفنية والمسرحية، على موقعه الإلكتروني.


 

انجذاب الأطفال نحو صناع الوسائل التعليمية المساندة


وفى سياق آخر “الشارقة القرائى للطفل” أكد ناشرون متخصصون بصناعة الوسائل التعليمية المساندة أن “مهرجان الشارقة القرائى للطفل” يعد منصة مثالية لعرض المنتجات التى تساعد الأطفال عموماً، وذوى الإعاقات خاصةً، فى تعزيز رغبتهمفى التعلم والبحث، لما تتميز به الوسائل التعليمية من أثر فى إيصال المعلومات وإيضاح الأفكار، ومراعاتها للعوائق التى تحول دون اندماج بعض فئات الأطفال فى العملية التعليمية مع نظرائهم.


 

إصدارات ذوى الإعاقة


وأوضحت موزة الدرمكي، مسؤولة دار رينبو جمنى للوسائل التعليمية، التى تمتلكها الطفلة الظبى المهيري، أصغر ناشرة ورائدة أعمال إماراتية، أنهم متخصصون بالوسائل التعليمية وكتب الأطفال من سن 0 إلى 13 سنة، وهى عبارة عن كتب تفاعلية موجهة للأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة، مثل أطفال التوحد، وذوى متلازمة داون، وذوى الإعاقات البصرية والسمعية، حيث اختارتها الدار بعناية لتتلاءم مع احتياجات الأطفال فى مجتمع الإمارات، وهى كتب صادرة عن أكثر من 15 داراً عالمية متخصصة فى الوسائل التعليمية المساندة.


 


وأضافت: “تعد مشاركتنا فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل فرصةً لتعريف أهالى الأطفال على وسائل ترفد العملية التعليمية، حيث تعمل على مخاطبة حواس الطفل، وتحفيز عناصر الإدراك لديه، بحيث يستفيد منها كامل الفائدة، وانطلاقاً من استهدافنا للأطفال منذ أشهرهم الأولى فإننا نحرص على ملاءمة إصداراتنا لهم، حيث نراعى أن تكون مصنعة من مواد قابلة للغسل وألوان آمنة مستخرجة من أصباغ الطعام، حيث لا تؤثر على صحة الطفل فى حال وضعها فى فمه”. 


 


بدوره قال مؤيد مسعود، مسؤول دار البشير – جذور التعليم للنشر، التى تشارك فى المهرجان من المملكة المتحدة: “لا يخفى دور الوسيلة التعليمية الإيجابى على الطفل، فهى مكملة للكتاب، وتسهم فى رفد التعليم بعوامل النشاط والإبداع، وتمزج العملية التعليمية بالمرح والمتعة، لذا فإننا نحرص على إنتاج وسائل ترافق الطفل منذ سنواته الأولى، فى فترة تعلم الحروف الأولى، إلى وسائل تبسط العمليات الحسابية كالتطابق والتماثل والتمييز بين العلاقات، ومختلف العمليات الذهنية التى تحتاج إلى توضيح وعناية، وخاصة تلك التى ترافق الطفل فى مراحل حياته المعرفية”.


 


 



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق