“ليه لأ” يثير قضية التبني وكفالة اليتيم.. هل يجيزه الإسلام؟



07:31 م


الإثنين 21 يونيو 2021

كتبت – آمال سامي:

“هو يعني يا ندي كل واحده اتأخرت في الجواز شويه هتروح تتبني عيل “.. تتبنى ندى، والتي تقوم بدورها الفنانة منة شلبي، طفلًا في أحداث مسلسل “ليه لأ”، وتكفله في منزلها، فبعد تقدمها في العمر وعدم زواجها أو لقائها بشخص مناسب يصلح كزوج، تقرر ندى تبني الطفل “يونس”، مما أثار قضية الكفالة والتبني على السوشيال ميديا، وفي السطور التالية نوضح عددًا من الأحكام الشرعية المتعلقة بالتبني بداية بكفالة الطفل اليتيم في المنزل..

معنى كفالة اليتيم

الكفالة تعني لغة الضمان، فكافل ومادتها “كفل” فيقال كفل يكفل فهو كافل وكفيل، ومعناها اصطلاحا حسب كتاب الكبائر للذهبي، هي القيام بأمور اليتيم والسعي في مصالحه من طعامه وكسوته وتنمية ماله إن كان له مال، وإن كان لا مال له أنفق عليه وكساه ابتغاء وجه الله تعالى، وكفالة اليتيم لها ثواب عظيم في الإسلام، دل على ذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم العديدة، ومن بين هذه الأحاديث ما أخرجه البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا”، وَقَالَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.

وتمتد فترة كفالة اليتيم إلى حين استغناء اليتيم بنفسه عن كافله، ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ”، وأوضحت دار الإفتاء في فتوى سابقة لها أن أحكام اليتم لا تنتهي ببلوغ اليتيم، وما يترتب على وصف اليتم لا يرتفع عنه حتى يبلغ مبلغ الرشد ويصل حدًا يمكنه فيه الاستقلال بأموره والاكتساب بنفسه دون حاجة لغيره، فقد ورد في القرآن الكريم اطلاق لفظ اليتم على البالغين، كما في قوله تعالى: ” وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ”.

ضوابط كفالة اليتيم في المنزل

وفي فتوى سابقة لدار اللإفتاء المصرية، أكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن كفالة اليتيم من أفضل أعمال البر والقربات إلى الله، لكن يشير ممدوح إلى عدة ضوابط شرعية في كفالة اليتيم، أولها ألا ينسب الكفيل اليتيم إلى نفسه، فلا يتم تغير اسمه ليكتب باسم كافله، فهذا هو التبني المحرم، لكن من الممكن أضافة لقب العيلة باسم اليتيم، والأمر الآخر هو إعطاء الأفضلية لإرضاع اليتيم بحيث يصبح محرمًا لنساء أهل المنزل، فإن كان في سن الرضاع فتأخذ المراة التي كفلته محفزات لبن صناعية لتدر لبنها ثم ترضعه خمس رضعات مشبعات وبذلك يصبح ابنها في الرضاعة، وهناك خيار آخر وهو أن ترضعه مثلًا اختها التي انجبت حديثا فتصبح خالة بالرضاعة، والمهم ان يتم عمل محرمية بينه وبين نساء البيت بشكل ما فهو شرعًا حين يكبر ويبلغ سوف يصبح أجنبيا.

لكن إن لم تستطع الأم فعل ذلك، فلا يعني أن تتخلى عن الطفل، فيقول ممدوح إنه من الجائز تربيته طفلًا وأخذ التدابير الشرعية فيما بعد في التعامل معه حين يكبر.

هبة المال والأملاك للأبناء بالكفالة

يجوز كتابة الأموال والاملاك للأبناء بالكفالة ولا يعني ذلك حرمان الورثة فيما بعد من حقهم في مال الكفيل، ففي فتوى للدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أكد فيها أن هبة الأموال وكتابة الأملاك للأبناء بالكفالة خير كبير، فهو يفتح لصاحبه بابًا من أبواب مرافقة النبي في الجنة، وقال الورداني إن كفالة اليتيم تعود بالسعة على صاحبها في الدنيا والآخرة، مؤكدًا أن من يعارض الكفيل في ذلك إنما يمنعه من خير وفضل كبير ويطمع في رزق غيره، وأكد الورداني أن هذه الأموال ملك لصاحبها وهو كامل الاهلية وله أن يتصرف في ماله كما يشاء.



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق