5 مرات اقترب فيها ميسي من الرحيل عن برشلونة.. فهل يبقى فى النهاية؟

قضى الأرجنتيني ليونيل ميسي كامل مسيرته في اللعب مع برشلونة بعد انضمامه إلى أكاديمية النادي عندما كان عمره 13 عامًا فقط، وبعد ذلك رسخ الأرجنتيني الدولي كأعظم لاعب في تاريخ النادي.

قصة ليونيل ميسي مع برشلونة معقدة للغاية لدرجة أنه من المستحيل التفكير في أحدهما دون الآخر، بالنظر إلى جميع إنجازاته في ملعب “كامب نو”، فإن فكرة ارتداء ميسي لقميص آخر بعيد عن البلاوجرانا تبدو غير مفهومة.

ومع ذلك ، على الرغم من ولائه للنادي غير المشكوك فيه، كانت هناك عدة مناسبات اقترب فيها ليونيل ميسي من مغادرة برشلونة.

اقترب ليونيل ميسي خمس مرات من الرحيل عن برشلونة نرصدها فيما يلي:

 

2003

في عام 2019، كشف مدرب آرسنال السابق أرسين فينجر أن آرسنال كان مهتمًا بالتعاقد مع ليونيل ميسي الذي لم يختبر في ذلك الوقت في عام 2003، كان مواطنه روزاريو في ذلك الوقت يحظى بتقييمات حماسية في فرق شباب برشلونة لكنه كان على بعد عام من الظهور لأول مرة.

كان لديه زملاء في الفريق مثل سيسك فابريجاس وجيرارد بيكيه، بينما غادر الأخيران إسبانيا إلى إنجلترا في غضون عام (قبل العودة لاحقًا)، بقي ليونيل ميسي في مكانه وأصبح لاعبًا أساسيًا في الفريق الأول في أقل من عامين.

وقال فينجر عن ليونيل ميسي: “كنا في مناقشات مع برشلونة عندما اشترينا فابريجاس، لأن ميسي لعب معه، يمكنك في بعض الأحيان أن تدرك ما هي الفرق الشبابية الرائعة التي كانت لديك من قبل عندما كنت نادٍ مثل برشلونة، في نفس الفريق: ميسي و (جيرارد) بيكيه وفابريجاس”.

بالنظر إلى أن ليونيل ميسي كان بالفعل يحطم سجلات الأرقام القياسية في برشلونة في ذلك الوقت، كانت هناك أشياء كبيرة متوقعة منه، لذلك من الصعب أن يعاقب النادي بيعه إلى أرسنال.

2005

بدأ ليونيل ميسي في أن يصبح دعامة أساسية في فريق برشلونة الأول في موسم 2004-2005، حيث وقع أول عقد احترافي له في يونيو 2005 بعد أن بلغ الثامنة عشرة من عمره، وكان للشرط الجزائي في ذلك الوقت 150 مليون يورو.

تألق ميسي في كأس جوان جامبر ضد يوفنتوس بقيادة فابيو كابيلو في ذلك الصيف وتلقى ترحيبا حارا من “كامب نو”، وقدم يوفنتوس عرضًا لإستعارة ليونيل ميسي، بينما عرض إنتر ميلان دفع الشرط الجزائي البالغ 150 مليون يورو ومضاعفة أجره ثلاث مرات.

ووفقًا لخوان لابورتا، كانت تلك هي المرة الوحيدة التي اقترب فيها برشلونة من خسارة ليونيل ميسي خلال فترته الأولى، وفي حديثه عن الواقعة، قال لابورتا لوالد ليونيل ميسي: “قلت له:سيتعين عليهم دفع الشرط لأنني لن أبيع، سيكون سعيدا هنا، سيحصل على المجد، هناك سيفوز ماليًا فقط، ابنك مقدر له أن يكون الأعظم في التاريخ، وهنا سيكون لديه فريق للمساعدة في الوصول إلى ذلك”.

وكشف لابورتا أيضًا عن استعداد إنتر ميلان لدفع القيمة الكاملة لشرط إطلاق سراح ميسي، لكنه ذكر أنه يعتقد أن ليونيل ميسي كان مقدرًا له أن يصبح أسطورة برشلونة.

وقال في هذا الصدد:”لقد كانوا مستعدين لدفع شرط الشراء الكامل بقيمة 150 مليون يورو، وهذا هو السبب في أننا (لاحقًا) رفعناه إلى 250 مليون يورو، لكنني شعرت دائمًا بالاطمئنان من علاقتي بوالده، خورخي، كان عام 2006 عندما قدم إنتر عرضًا”.

ووقع ليونيل ميسي عقدًا آخر مع برشلونة في سبتمبر 2005 ، بعد ثلاثة أشهر فقط من عقده الأول، وقد أدى ذلك إلى تمديد التزامه ببرشلونة حتى عام 2014 ، مع رفع بند الشرط الجزائي إلى 250 مليون يورو.

2014

كان موسم 2013-14 هو الأسوأ الذي سجله ليونيل ميسي في برشلونة سواء على المستوى الشخصي أو الجماعين حيث خسر برشلونة في نهائي كأس الملك أمام كريستيانو رونالدو وريال مدريد؛ وأنهى أتلتيكو مدريد طموحاته في دوري أبطال أوروبا من دور الثمانية، وانتزع الدوري الإسباني منهم أيضًا في اليوم الأخير من الموسم أمام ملعب “كامب نو”.

كان أيضًا موسم شهد معاناة ليونيل ميسي من الإصابات، حيث ابعدته أربع مشكلات لياقة مختلفة لأكثر من ثلاثة أشهر خلال الموسم، وكانت هناك أيضًا قضية معركة تيتو فيلانوفا مع السرطان التي تثقل كاهل ميسي، وكل ذلك أدى إلى شعور بالتعب من جانب ميسي، مما جعله يفكر في مغادرة برشلونة.

تحدث جوردي رورا مساعد فيلانوفا عن الحادث في عام 2019 وقال إن مدرب برشلونة الراحل أقنع ميسي في النهاية بالبقاء ، قائلاً: “لقد كان الوقت الذي كان فيه تيتو في نقطة حساسة، لم يكن ليو واضحًا بشأن البقاء، التقيا وعلى الرغم من أنني لم أكن هناك، أعرف أنهم كانوا يتحدثون لساعات، من هناك، غير رأيه ورأى بعض الأشياء بشكل أوضح، لا أعرف ما الذي تحدثوا عنه، لكن ميسي قرر البقاء، ونأمل أن يفعل ذلك لسنوات عديدة “.

لم يكن هناك عرض رسمي للاعب البالغ من العمر 33 عامًا ، بينما لم يعترف علنًا برغبته في المغادرة، لذلك لم يكن هناك تهديد حقيقي من مغادرة ليونيل ميسي لبرشلونة في 2014.

2016

اتهمت السلطات الإسبانية ليونيل ميسي بالتهرب الضريبي، وأدين هو ووالده ووكيله خورخي ميسي بتهمة الاحتيال الضريبي في يونيو 2016، وتم تسليم ليونيل ميسي حكماً بالسجن لمدة 21 شهرًا ، والذي تم تخفيضه لاحقًا إلى غرامة قدرها 255000 يورو.

دافع ليونيل ميسي باستمرار عن براءته في هذه القضية وقال إنه شعر بأنه ضحية للحكومة الإسبانية، وأدى ذلك إلى الرغبة في مغادرة النادي، مع اعتراف ميسي بذلك فيما بعد.

يقول ميسي: “في ذلك الوقت، فكرت في المغادرة، ليس لأنني أردت مغادرة برشلونة ولكن لأنني فكرت في مغادرة إسبانيا، شعرت بمعاملة سيئة ولم أرغب في البقاء هناك لفترة أطول، كان الباب مفتوحًا للعديد من الفرق، حتى لو لم تكن هناك عروض رسمية لأنهم جميعًا كانوا يعرفون أنني أريد البقاء في برشلونة، في هذه الحالة، تجاوز الوضع ما شعرت به في منزلي، لقد كانت قضية شخصية”.

في نفس الصيف، ورد أن مانشستر سيتي قدم استفسارات حول ليونيل ميسي، وهو الأمر الذي اعترف به اللاعب بجدية، احتمال اللعب تحت قيادة بيب جوارديولا وإلى جانب صديقه المقرب سيرجيو أجويرو جعل ليونيل ميسي يفكر في الانتقال إلى مانشستر سيتي، ومع ذلك لم يحدث هذا كثيرًا لراحة برشلونة ومشجعيهم.

2020

هذه المرة قدم ليونيل ميسي طلبًا رسميًا للرحيل في أغسطس 2020، حيث بدأت نافذة الانتقالات الصيفية لعام 2020 ببطء نسبيًا بسبب آثار جائحة كورونا، لكن العالم دخل في حالة من الانهيار عندما تم تصفية الأخبار بأن ليونيل ميسي قدم طلبًا رسميًا بشأن نيته مغادرة برشلونة، جاء ذلك بعد أسبوع من الهزيمة المحرجة للنادي أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا.

ميسي أرسل فاكسا رسميا إلى النادي قال فيه: “أنا ممتن إلى الأبد لهذا النادي، أنا أحب النادي، أحب برشلونة، المدينة، أشعر أنني أعطيت كل شيء للنادي، كل ما قدمه لي النادي أستحقه، لما فعلته، اعتقدت أنني بحاجة إلى التغيير”.

واتضح أن الفائز بالكرة الذهبية ست مرات أصيب بخيبة أمل من الطريقة التي يدار بها النادي واستشهد بالخيانة المتصورة من الرئيس السابق جوسيب بارتوميو كسبب رئيسي لرغبته في المغادرة، وعلى الرغم من ارتباطه بالنادي حتى صيف 2021 ، إلا أن بندًا في عقد ميسي يمنحه الحق في إنهاء عقده والمغادرة مجانًا في نهاية كل موسم.

وحاول محامو ميسي القول بأن التمديد للموسم بسبب الوباء يعني أن موكلهم لا يزال يحتفظ بالحق في إنهاء عقده، لكن برشلونة أكد أنه يجب دفع القيمة الكاملة لشرط الرحيل قبل المغادرة.

في النهاية، تراجع ليونيل ميسي عن قراره وأثبت مرة أخرى أنه صانع الفارق فيما قد يكون موسمه الأخير في “كامب نو.

ويبقى أن نرى ما هي الخطوة التالية لأيقونة برشلونة، لكن إعادة انتخاب خوان لابورتا أعطت المشجعين الأمل في أن يتمكن ميسي من البقاء والاعتزال في البارسا.