أقدم صانع عود بالإسكندرية: ورثتها أبا عن جد واشترى منى علي الحجار والشريعى

تشتهر محافظة الإسكندرية بأنها مدينة تراثية، احتضنت مختلف الثقافات والفنون، وخرج منها عدد كبير من الفنانين والموسيقيين الذين تعتز بهم مصر والوطن العربى، وما زالت الإسكندرية تحتضن مختلف أنواع الفنون، وبها عدد من ورش تصنيع الآلات الموسيقية التى ما زالت صامدة أمام الزمن تحافظ على تراث الفن الجميل .

ومن أمثال تلك الورش ورشة عم حجازى، والتى أُسست عام 1910، على يد حجازى، والذى احترف صناعة الآلات الموسيقية الوترية مثل العود والكمان، وورث تلك المهنة عنه حفيده علاء حجازى الذى ما زال يعمل داخل ورشة جده ووالده فى تصنيع “العود” وبيع مختلف أنواع الآلات الموسيقية.

يقول علاء حجازى لـ”اليوم السابع”: “ورثت تلك المهنة وتعلمتها أبا عن جد، جدى أول من أسس تلك الورشة الصغيرة بشارع العطارين وسط الإسكندرية، وكان ماهرا فى صناعة الآلات الوترية مثل العود والكمان، وتعلمت منه تلك الحرفة، كما تعلمت منه دقة صناعة العود”.

وحول أشهر من استخدم عودا من صنع يديه، قال: “الفنان على الحجار والفنان عمار الشريعى”، وفى عهد والده الفنان سيد مكاوى وحلمى بكر، وفى عهد جده الفنان عبد العزيز محمود وعبد الغنى السيد، وأضاف: “كانوا لازم ينزلوا إسكندرية يشتروا آلة العود من جدى، بالإضافة إلى بيعها إلى بشوات محرم بك قديما، حيث تنظيم حفلات الفن ويحيها آلة العود”.

وأضاف علاء: “بعد مرور الزمن وتعرض مصر للغزو الصينى من إغراق السوق المصرى بالمنتجات الصينية، أصبحت صناعة الوتريات قليلة فى مصر، إلا صناعة العود لم تتوقف، حيث لم يستطع الصينيون أو أى منافس أجنبى من تصنيعه، وفشلوا فى توريده لمصر، إلا أنهم برعوا فى صناعة آلات أخرى مثل الجيتار”.

وحول فن صناعة العود قال علاء: “إن العود فن مصرى وعربى أصيل فشل الأجانب فى تعلمه ومنافستنا به، وتعلمت من جدى الدقة فى الصناعة حتى يخرج عود ذو أصوات رنانة”، مؤكدا أن جودة العود تقاس بمدى وضوح صوت النغم الصادر من الأوتار، وأن أفضل آلة للعود هى الأخف وزنا، وأسوأها هى الأكثر وزنا، حيث يصنع عود يتراوح وزنة كيلو ونصف تقريبا وسعره يبدأ من 300 جنيه.

وقال علاء حجازى إن صناعة 4 أو آ ألات من العود قد تستغرق نحو شهر أو شهرين، مع الأخذ فى الاعتبار الحرص على دقة التصنيع، حيث يتم صناعة العود على عدة مراحل تبدأ بصناعة القارب الأساسى.