قصة كفاح فتاة فقدت ذراعها يوم خطوبتها.. “لبنى الشرقاوى” تحدت ظروفها وحصلت على بكالوريس تجارة بامتياز



“أنا هكمل تعليمى لحد الدكتوراه”.. هكذا ضربت إحدى الفتيات المصريات أروع الأمثلة في تحدى الظروف ومواجهة الصعاب حتى تحقق كل ما تتمناه في حياتها.


 


“لبنى الشرقاوى” الفتاة الشرقاوية، نموذج لفتاة لم تسمح ظروفها أن تتحكم فيها، حيث عاشت حياة ريفية بسيطة فقدت الأب والأخ وذراعها اليمنى فى حادث طريق يوم حفل خطوبتها، وتحدت كل أحزانها وأوجاعها وخاضت قصة كفاح من أجل التعليم وتستعد لمناقشة رسالة الماجستير.


 


وقالت لبنى جودة عبد العزيز الشرقاوى، ذات السابعة والعشرين عامًا، إنها من أسرة بسيطة مقيمة بقرية الصنافين القبلية التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، الأب كان عاملا فى مخبز وتوفى منذ 11 عاما، قبل عام من تعرضها لحادث مروع، وتركها و4 أشقاء بنات وشاب واحد، لكنه توفى فجأة هو الآخر منذ 8 سنوات عن عمر يناهز 21 سنة، وأصبح عليها أن تعتمد على نفسها بعد زواج شقيقاته الأربعة.


 


وتابعت “لبنى”، أنها تعرضت لحادث عندما كانت طالبة فى الصف الثانى التجارى الثانوى فى عمر 16 عامًا، عام 2012، حيث كانت عائدة من امتحانات نهاية العام الدراسى، ولم يتبق سوى مادتين فقط، وأصيبت فى حادث مرورى على طريق “شبلنجة – الصنافين”، وأسفر الحادث عن تعرضها لبتر ذراعها اليمنى، ودخلت المستشفى الجامعى وقضت به شهرين، وحرصت من الأسبوع الأول من وجودها بالمستشفى على التعايش مع وضعها الجديد فتعلمت الكتابة بيدها اليسرى، وعندما أنهت علاجها بالمستشفى خرجت منه على المدرسة لتأدية الامتحانات فى المادتين المتبقيتين من نهاية العام، والتحقت بالصف الثالث الثانوى التجارى، ومنذ اليوم الأول لدراستها بالصف الثالث التجارى قالت لأسرتها: “أنا هكمل تعليمى لحد الدكتوراه”، وشاهدت نظرات شفقة فى أعين من حولها وسخرية فى أعين البعض ممن قال لها: “لما تدخلى كلية الأول”، ومن هنا ترسخ لديها الإصرار والعزيمة”.


 


واستطردت: “بعد نهاية دراستها بالصف الثالث الثانوى التجارى التحقت بالمعهد العالي لإدارة الأعمال بالعبور، ومدة الدراسة به 4 سنوات، قضيت أول عامين سفر وتنقل يوميا للمعهد، وفى الفرقة الثالثة والرابعة، بحثت عن سكن مع الطالبات المغتربات، حتى وفقها الله وحصلت على تقدير امتياز.


 


وتابعت: “بعدها التحقت للدراسة بجامعة عين شمس، لتسجيل رسالة الماجستير، ولكى أنفق على دراستى شاركت زميلة لى على فتح محل ملابس بالقاهرة، وبعد فترة بدأت تعد مشاريع تخرج للطلاب، مقابل ربح مادي بسيط، تتعيش منه، إلى جانب عملها فى تركيب العطور وتطوعت فى وحدة دعم الطلاب من ذوى القدرات الخاصة بجامعة عين شمس لمرورها بنفس التجربة التى يعانون منها.


 


والعام الماضى، كانت “لبنى” على موعد مع تجربة جديدة فى حياتها العملية، عندما شاهدت منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، لأحد البنوك المصرية لطلب مؤهلات عليا للعمل فيه، فى البداية ترددت لظروفها الخاصة ولما ترسخ لديها من لابد من وجود واسطة للعمل فى البنوك، ثم تذكرت دعوة من والدتها لها منذ 5 سنوات عندما كانت مع والدتها فى أحد البنوك لإنهاء بعض الإجراءات، قالت والدتها لموظف البنك: “أنا فخورة بها، بنتى بتحضر ماجستير وإن شاء الله هتشتغل فى البنك ده”،  فتوكلت على الله وقدمت فى المسابقة، وكانت المفاجأة بقبولها ومطالبتها بإجراء الاختبارات التى اجتازتها بامتياز، وتم تعيينها موظف مصرفي بأحد البنوك المصرية الكبرى.


 


وترى “لبنى”، نجاحها وتفوقها فى عيون والدتها وفرحتها الكبيرة بما حققته من تفوق، وتستعد حاليا لمناقشة رسالة الماجستير الخاصة بها، وترجع كل ما حققته من نجاح وتوفق إلى وجود والدتها بجوارها.


 


يأتى شهر مارس كل عام مع 3 احتفالات للمرأة فى مصر، أحدها عالمى وهو اليوم العالمى للمرأة، والثانى عربى، وهو عيد الأم، والثالث مصرى خالص حيث نحتفل فى 16 مارس من كل عام بيوم المرأة المصرية الصامدة فى وجه كل الظروف والتحديات.


لبنى الشرقاوى الفتاة الشرقاوية نموذج لفتاة لم تسمح ظروفها أن تتحكم فيها


 

لبنى تتحدى ظروفها للوصول إلى أحلامها
لبنى تتحدى ظروفها للوصول إلى أحلامها


 

لبنى تروى قصة كفاحها
لبنى تروى قصة كفاحها


 

لبنى تهدى كفاحها لوالدتها
لبنى تهدى كفاحها لوالدتها


 

لبنى تواجه الصعاب وتؤكدأنا هكمل تعليمى لحد الدكتوراه
لبنى تواجه الصعاب وتؤكدأنا هكمل تعليمى لحد الدكتوراه


 

لبنى فى الكلية
لبنى فى الكلية


 

لبنى قصة كفاح جديدة
لبنى قصة كفاح جديدة


 



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق