الشهيد عبد المنعم رياض.. رمز خالد في تاريخ مصر


نحتفل اليوم بيوم الشهيد، ذكرى احتفال البطل المصري عبد المنعم رياض، أحد أشهر الشخصيات الوطنية في العصر الحديث.


وتقول عنه موسوعة “هذا اليوم في التاريخ”


في 9 مارس سنة 1969 استشهد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المصرية، والقائد العربي الذي أحدث استشهاده في ميدان الشرف رنة أسف عظيمة جداً في جميع أنحاء الوطن العربي.

قضى عبد المنعم رياض في الخدمة العسكرية أكثر من اثنتين وثلاثين سنة، واتصف بالذكاء والمقدرة العسكرية والنشاط وكان من خيرة ضباط الجيش المصري، ثم عُرف على الصعيد العربي وتسلم مسؤوليات عسكرية عربية مشتركة.

ولد عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر سنة 1919 في سبرباي، إحدى ضواحي مدينة طنطا، وحصل على الشهادة الثانوية في القاهرة، ثم تخرج في الكلية الحربية سنة 1938 وعمل في سلاح المدفعية المضادة للطائرات الذي أصبح اختصاصه، وتدرج في مناصبه. واشترك رياض في الحرب العالمية الثانية مع سرايا المدفعية المصرية التي عهد إليها بالدفاع الجوي ضد الطائرات الألمانية والإيطالية في الإسكندرية والسلوم والصحراء الغربية.

أوفد عبد المنعم رياض إلى إنجلترا وأنهى فيها دورتي مدفعية مضادة للطائرات وكان تواقا إلى العلم والمعرفة، يجيد اللغة الإنجليزية وقد تعلم في عام 1952 اللغة الفرنسية ثم اللغة الألمانية في السنة التالية، فاللغة الروسية في عام 1954.

عين قائداً للدفاع المضاد للطائرات في شهر يوليو سنة 1954 وظل في هذا المنصب حتى أوفد إلى الاتحاد السوفياتي حيث أتم في مطلع عام 1959 دورت تعبوية في الأكاديمية العسكرية في فرونز”، وبعد عودته شغل منصب رئيس


أركان سلاح المدفعية


ثم أسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي، وفي 10 آذار/مارس 1964 عين رئيساً لأركان القيادة العربية الموحدة.

رقي عبد المنعم رياض إلى رتبة فريق في 21 أبريل سنة 1966 وكان خلال ذاك يدرس في كلية الحرب العليا، فتابع دراسته وهو برتبة فريق في كلية التجارة بجامعة عين شمس علاوة على دراسته بالمراسلة بجامعات لندن في فرعي الرياضيات والاقتصاد.

ولما عقدت معاهدة الدفاع المشترك بين مصر والأردن في 1967 ووضعت بموجبها قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة عين الفريق عبد المنعم رياض قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان، وخلال عدوان الخامس من يونيو سنة 1967 عين الفريق رياض قائداً عاماً للجبهة الأردنية.

وفي 11 يونيو 1967 سمى عبد المنعم رياض رئيساً لأركان حرب القوات المصرية المسلحة، فبدأ على الفور بإعادة تنظيم القوات المسلحة المصرية وبنائها، وفي أول شباط فبراير سنة 1968 عين، إضافة إلى منصبه، أميناً عسكرياً مساعداً لجامعة الدول العربية.

في صباح يوم 9 مارس سنة 1969 توجه الفريق عبد المنعم رياض على متن إحدى طائرات الهليكوبتر ومعه مدير المدفعية، وأحد ضباط مكتبه، إلى الجبهة التي كانت قد شهدت في اليوم السابق اشتباكات عنيفة امتدت من السويس جنوباً إلى القنطرة شمالاً، أصيبت خلالها قوات العدو الإسرائيلي بخسائر جسيمة، وطلب إلى قائد الجيش أن يقابلهم عند أكثر المواقع تقدما. ولاحظ العدو وجود عناصر قيادية في الموقع المتقدم، فانهالت نيران مدفعيته ودباباته على المنطقة بتركيز شديد، وانفجرت إحدى القذائف بعد اصطدامها ببعض الأشجار المحيطة بعبد المنعم رياض، وأدى هذا الانفجار وما ترتب عليه من شظايا وتفريغ هواء إلى استشهاده.

كان عبد المنعم رياض عند استشهاده في الخمسين من عمره، وقد وصل إلى أعلى المراتب في الخدمة العسكرية بجده ونشاطه. وحظي عند استشهاده بتكريم مصر، إذ رفعت رتبته ومنح أكبر الأوسمة، وكان استشهاده مبعث أسف عميق في الوطن العربي بأسره.



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top