علم الرجال.. “أبو الشعثاء” الزاهد وأعلم الناس فى زمانه

يعد الإمام أبو الشعثاء، أحد علماء الحديث، محدث وهو إمام في التفسير والحديث وهو من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عن أم المؤمنين عائشة، يرجع إليه، حسب أتباعه وبعض المؤرخين، المذهب السني.


 


هو أبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الأزدي، ولد عام 21 هجري على الأرجح زمن خلافة عمر بن الخطاب في منطقة تسمى الجوف، قيل إنها في عمان وقيل إنها في البصرة، وكان استقراره بالبصرة كعادة كثير من أهل بلاده، متنقلا بينها وبين الحجاز حتى اختلط بأهلها وعاينهم وعاينوه. وقال ابن حجر: “الجوفي بفتح الجيم وسكون الواو بعدها فاء البصري مشهور بكنيته ثقة فقيه من الثالثة مات دون المائة سنة ثلاث وتسعين ويقال ثلاث ومائة”.


 


روى أبو نعيم في الحلية أقوالا لكثير ممن عاصروه تشيد بمكانته العلمية وزهده في الدنيا ومن ذلك ما قاله عمرو بن دينار وهو أحد علماء التابعين : (ما رأيت أحدا أعلم بالفتوى من جابر بن زيد)، وكان إياس بن معاوية وهو قاضي البصرة في عهد عمر بن عبد العزيز يقول: (أدركت أهل البصرة ومفتيهم جابر بن زيد). أما عبد الله ابن عباس فكان يقول: (لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لأوسعهم علما عما في كتاب الله)، كما وصفه (ابن عمر) أنه من فقهاء البصرة البارزين بينما قال عنه قتادة: (إنه عالم العرب).


 


ويصفه أبو نعيم الأصبهاني بقوله : (كان للعلم عينا معينا، وركنا مكينا، وكان إلى الحق آيبا، ومن الخلق هاربا). كما ذكره (ابن القيم) في أعلام الموقعين عند ذكره للبصرة فذكر من فقهائها المفتين جابر بن زيد. ووردت إشارات بمكانته العلمية عند السيوطي وابن حجر وقال عنه ابن تيمية بأنه أعلم الناس في زمانه.


 


عُرِف الإمام جابر بالزهد والورع، وكان كما وصفه ابن سيرين: “مسلمًا عند الدينار والدرهم”، همُّه الدعوة إلى سبيل الله وطلب العلم ونشره، وكثرة الأسفار في سبيله، شهد له خلق كثير بعلمه وفضله. كان غاية في الأخلاق وحسن العشرة.


 


قال الصحابيُّ الجليل أنس بن مالك بعد وفاته -وقد تُوفِّيَا في أسبوع واحد- سنة 93هـ: “مات أعلم من على ظهر الأرض”، وقال قتادة: “اليوم مات عالم العرب”، وصلى عليه قطن بن مدرك الكلابي. وقد استلم قيادة الإباضية بعده الإمام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة.



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق