محمد بن عبد الرحمن يحكم الأندلس.. حكاية الخليفة الأموى في حضارة المسلمين بأوروبا

تمر اليوم الذكرى الـ 1170 على تولى محمد بن عبد الرحمن حكم الدولة الأموية في الأندلس خلفًا لأبيه عبد الرحمن بن الحكم، وهو خامس أمراء الدولة الأموية في الأندلس. حكم الأندلس لخمسة وثلاثين عامًا، قضاها في مقاومة الثورات والاضطرابات المتلاحقة في عهده.


 


ولد  محمد بن عبد الرحمن عام 207هـ، وقد ولاه أبوه على سرقسطة، كما صحب محمد أباه فى غزوته إلى بنبلونة عام 228 هـ، كما ندبه أباه لمقابلة رسل ملك الإفرنج. وفى عام 231 هـ، أرسل الأمير عبد الرحمن جيشًا بقيادة ابنه محمد لمحاصرة مدينة ليون، فضيّق عليها، مما اضطر الكثير من أهلها إلى الفرار واللجوء للجبال. 


 


كما استخدمه والده عام 232 هـ، لقتال موسى بن موسى فى تطيلة، بعد أن ثار موسى على الأمير عبد الرحمن وتحالف مع البشكنس، فقاتل محمد حتى طلب موسى الصلح، فأجازه الأمير عبد الرحمن، ثم سار محمد إلى بنبلونة، فأوقع بالبشكنس الخسائر، وعاد غانمًا إلى قرطبة، وبعد وفاة أبيه، تولى محمد بن عبد الرحمن فى يوم الخميس 3 ربيع الآخر 238 هـ الإمارة بعهد من أبيه.


 


فى بداية عهده، ثار أهل طليطلة، وحبسوا عامل الأمير، فأرسل لهم الأمير محمد أخاه الحكم بن عبد الرحمن بحملة لتأمين أهالى قلعة رباح الذين فرّوا من مدينتهم خوفًا من أهل طليطلة، فنزل بالمدينة، وأمّن أهلها، ودعّم تحصيناتها، كما أرسل الأمير بجيش آخر لقتال أهل طليطلة، إلا أن تلك الحملة انهزمت، فخرج لهم الأمير محمد بنفسه فى العام التالى 240 هـ، وحين علموا بخروجه، راسلوا أردونيو الأول ملك أستورياس يستمدونه، فبعث لهم بقوات بقيادة شقيقه، فالتقاهم محمد بجيشه ووقعت معركة وادى سليط، وكان النصر للأمير على أهل طليطلة وحلفائهم، وفى عام 242 هـ، بعث بجيش بقيادة ابنه المنذر، حاصر المدينة وضيّق على أهلها.


 


وفى عام 254 هـ، خرج الأمير محمد بحملة أخضع بها تمرد ماردة، وصالحه أهلها على أن يخرج عددًا من قادتهم منهم عبد الرحمن بن مروان الجليقى بعائلاتهم إلى قرطبة.


 


 وفى عام 256 هـ، أرسل حملة إلى وشقة، لإخضاع تمرد عاملها عمروس بن عمر بن عمروس، الذى فرّ من المدينة قبل أن تصلها قوات الأمير. وفى عام 258 هـ، غدر بنو قسى بعاملى الأمير على تطيلة وسرقسطة، فخرج لهم الأمير بنفسه عام 259 هـ، وأسر منهم جماعة، وقدم بهم إلى قرطبة، ثم أمر بأن تضرب أعناق مطرف بن موسى وأولاده.


 


وفى عام 260 هـ، أخرج ابنه المنذر وقائده هاشم بن عبد العزيز إلى سرقسطة، فأخضعا تمردها.


وفى عام 261 هـ، فرّ عبد الرحمن بن مروان الجليقى ورجال ماردة من قرطبة، ولجأوا إلى قلعة الحنش، فخرج لهم الأمير وحاصرهم 3 شهور، حتى طلبوا الأمان، فأمنهم محمد بن عبد الرحمن، وأجازهم على أن يقيموا فى بطليوس.


 


فى عام 240 هـ، حاولت سفن النورمان غزو غرب الأندلس بأربع وستين مركبًا، لكنهم فوجئوا باستعدادات سفن المسلمين التى كان الأمير عبد الرحمن الأوسط قد أمر بإعدادها بعد غزو النورمان الأول لغرب الأندلس فى عام 230 هـ، وحاول مركبين أن يجوزا، فاعترضتهم سفن المسلمين بالقرب من باجة، وأسرتهما. فاستكملت سفن النورمان حركتها حتى مصب نهر الوادى الكبير فى إشبيلية، فلقيوا مقاومة أيضًا، فتقدموا إلى الجزيرة الخضراء وتغلبوا عليها وأحرقوا مسجدها. ثم انصرفوا إلى المغرب، ومنه إلى ساحل تدمير، فحصن أريولة، ومنه إلى جنوب فرنسا، ثم اعترضتهم سفن المسلمين مرة أخرى فى طريق عودتهم وكانوا قد فقدوا نحو أربعين مركبًا من مراكبهم، فأسروا منها اثنين بالقرب من شذونة.


 


وتوفى محمد بن عبد الرحمن فى غرة شهر ربيع الأول 273 هـ فى قرطبة، ودفن بالقصر، وصلّى عليه ولده المنذر، وكان له ثلاثة وثلاثون ابنًا منهم المنذر وعبد الله والعاصى والقاسم وعبيد الله وإبراهيم وأحمد وهشام والمطرّف وعثمان، وعبد الرحمن، ومسلمة والأصبغ، وإحدى وعشرون بنتًا.



المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق