تفاصيل مغادرة باشاغا طرابلس بعد اندلاع اشتباكات مسلحة





 مروة محمد:


نشر في:
الثلاثاء 17 مايو 2022 – 3:23 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 17 مايو 2022 – 3:23 م

الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان: مغادرتنا جاءت حقنًا للدماء.. والأمم المتحدة: لا يمكن حل النزاع بالعنف.. ومصر تحث الأطراف الليبية على ضبط النفس وتشدد على حتمية الحوار
واشنطن تعرب عن قلقها وتؤكد: المحادثات الدستورية فى القاهرة أكثر أهمية من أى وقت مضى.. وتقرير إيطالى: اجتماع جديد لممثلى التشكيلات المسلحة الليبية فى المغرب نهاية الشهر
غادر رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحى باشاغا العاصمة طرابلس، الثلاثاء، بعد ساعات من دخول المدينة لمباشرة أعمال الحكومة، وذلك على إثر اندلاع اشتباكات بين مجموعات مسلحة، فيما أدانت الأمم المتحدة وواشنطن الاشتباكات، ودعت مصر الأطراف الليبية لضبط النفس.

وكانت حكومة باشاغا قد أعلنت ليل الإثنين الثلاثاء دخولها بالتنسيق مع «كتيبة النواصى» إلى العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المقالة «حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة»، وهو ما أدى إلى تعطيل المؤسسات التعليمية والخدمية.

وفى كلمة بعد وصوله إلى العاصمة الليبية، أشاد باشاغا بالاستقبال فى طرابلس، وقال إن «رسائل المواطنين لم تنقطع على مدى ساعات، والتى عبروا خلالها عن فرحتهم بوصول الحكومة إلى طرابلس».

وأعلن باشاغا عن انعقاد مؤتمر صحفى، غداً الأربعاء، لـ«توضيح الأمور كاملة»، مضيفا أن «الحكومة تمد أيديها لكل الليبيين، وللمعارضين والرافضين وذلك من أجل التوحد والقدرة على بناء ليبيا».

لكن فى وقت لاحق، اندلعت مواجهات بين مجموعات مسلحة فى العاصمة، حسبما ذكر سياسى وقائد جماعة مسلحة. ووقع إطلاق نار كثيف فى العاصمة الليبية نحو الساعة 7 بالتوقيت المحلى، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وغادر باشاغا رفقة عناصر من قوات «لواء 444 قتال» التابع للمنطقة العسكرية بالعاصمة.
وقالت حكومة باشاغا فى بيان: «رئيس الحكومة فتحى باشاغا وعدد من أعضاء الحكومة قد غادروا العاصمة طرابلس، بعد وصولهم (الإثنين)، حرصا على سلامة وأمن المواطنين وحقنا للدماء، وإيفاء بتعهدات الحكومة التى قطعتها أمام الشعب الليبى بخصوص سلمية مباشرة عملها من العاصمة وفقا للقانون».

وقالت مصادر إن المجموعات المسلحة التابعة للدبيبة عادت تدريجيا إلى مقراتها بعد مغادرة باشاغا طرابلس. فيما قالت مصادر إن المسلحين التابعين لرئيس الحكومة المقال سيطروا على مقر تابع لكتيبة النواصى، بوسط طرابلس، التى ساهمت فى دخول باشاغا إلى العاصمة، وفقا لقناة «الشرق» السعودية.

وأضافت المصادر أن الجماعات المسلحة تقدمت نحو فندق كورنثيا، حيث يعتقد بوجود باشاغا هناك. كما سيطرت على محيط «برج أبو ليلة وبرج طرابلس (الفاتح) وبرج جى دبليو ماريوت».

وتابعت المصادر أن «اللواء 444 قتال» التابع للمنطقة العسكرية فى طرابلس، تدخل لفض الاشتباك وطالب باشاغا بمغادرة طرابلس.

وجاء دخول باشاغا الذى عينه البرلمان فى مارس الماضى، وسط صراع مع حكومة الدبيبة التى أقالها البرلمان، وترفض تسليم السلطة.

من جهته، أدان رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشرى، الاشتباكات بوسط العاصمة، ودعا لوقفها «حفاظا على نقطة دم كل ليبى». وقال: «نؤكد أن الحل الوحيد للانسداد السياسى الحاصل حاليا هو مسار دستورى واضح تجرى على أساسه الانتخابات، ويجدد فيها الشعب الليبى سلطته، بشكل سلمى وشفاف».

بدورها، شددت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفانى وليامز، اليوم، على الحاجة الملحة للحفاظ على الهدوء على الأرض وحماية المدنيين فى ضوء المستجدات الجارية فى طرابلس»، فى إشارة إلى إعلان باشاغا، وصوله العاصمة.

وحثت وليامز فى سلسلة تغريدات عبر حسابها بموقع التدوينات القصيرة «تويتر» على «ضبط النفس والحرص كضرورة مطلقة على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية، بما فى ذلك الكف عن الخطاب التحريضى والمشاركة فى الاشتباكات وحشد القوات». وأكدت المستشارة الأممية أنه «لا يمكن حل النزاع بالعنف، ولكن بالحوار والتفاوض».

بدورها، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التقارير بشأن الاشتباكات المسلحة فى طرابلس، وحثت جميع الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف.

وقالت السفارة الأمريكية لدى ليبيا فى بيان إنه «على القادة السياسيين أن يدركوا أن الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدى إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ليبيا».

وشدد البيان على أن السبيل الوحيد القابل للتطبيق للوصول إلى قيادة شرعية هو السماح لليبيين باختيار قادتهم، مشيرة إلى أن المحادثات الدستورية الجارية فى القاهرة تكتسب أهمية أكثر من أى وقت مضى».

وتابع: «ينبغى أن يدرك أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة المجتمعون هناك أن استمرار عدم وجود قاعدة دستورية تُفضى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية فى إطار زمنى واقعى ولكن حازم قد يحرم الليبيين من الاستقرار والازدهار الذى يستحقونه».

وفى القاهرة، حثت مصر، اليوم، جميع الأطراف الليبية على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أى خطوات من شأنها تأجيج العنف.

وصرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ، فى بيان صحفى، بأن مصر تتابع بقلق التطورات الجارية فى طرابلس، وأننا نؤكد مرة أخرى على ضرورة الحفاظ على الهدوء فى ليبيا، والحفاظ على الأرواح والممتلكات، ومقدرات الشعب الليبى.

وشدد على حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية فى ليبيا بالتزامن وبدون تأخير، مؤكدا فى هذا الإطار على أهمية حوار المسار الدستورى الجارى فى القاهرة وبما يحقق طموحات وآمال الشعب الليبى الشقيق فى الانطلاق نحو المستقبل بخطى ثابتة.

وفى بروكسل، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، اليوم: «نتابع الوضع فى ليبيا عن كثب، إنه أمر مقلق للغاية لكنه كان متوقعا»، موضحا «هناك حكومتان فى البلاد ولا توجد انتخابات، وجود حكومتين سيؤدى عاجلا أو آجلا إلى تصادمهما».

إلى ذلك، أيد السفير الألمانى لدى ليبيا مايكل أونماخت الدعوة التى أطلقتها وليامز وأكد ضرورة الحفاظ على الهدوء، داعيا كل الأطراف إلى التصرف بمسئولية.

فيما حثت سفارة بريطانيا لدى ليبيا، اليوم، جميع الأطراف على نزع فتيل التوتر والعمل فى حوار هادف نحو الاستقرار وإجراء انتخابات ناجحة.

كما عبَرت إسبانيا عن قلقها البالغ من الاشتباكات المسلحة العنيفة فى طرابلس، داعية إلى الهدوء وضبط النفس.

من ناحية أخرى، نقلت وكالة «نوفا» الإيطالية عن مصادر قولها إن قادة عسكريين من شرق وغرب ليبيا سوف يجتمعون فى المغرب بحلول نهاية الشهر الحالى، بعد انتهاء اجتماعات المسار الدستورى فى القاهرة.

وأفادت الوكالة الإيطالية بأن المشاركين فى الاجتماع المرتقب هم الشخصيات نفسها التى شاركت فى اجتماع غير رسمى، نظمه مركز الحوار الإنسانى، مقره جنيف، يومى 13و 14 مايو فى مدينة مونترو السويسرية، بالتنسيق مع الأمم المتحدة وبعثتها فى ليبيا، وسط غياب ممثلين عن الفاعلين الرئيسيين باشاغا والدبيبة.

وقالت إن الجلسة ستجمع المستشارين المفوضين رسميا من القيادة العامة للجيش الليبى من جهة، وقادة بارزين فى السلك العسكرى والأمنى لغرب البلاد، لا سيما مدن طرابلس، ومصراتة والزاوية.

بدوره، علق المحلل السياسي الإيطالي البارز والمستشار الاستراتيجي، دانييلي روفينيتي، على مغادرة باشاغا العاصمة طرابلس.

وقال روفينيتي، في تصريحات خاصة لـ”الشروق”، إنه من الواضح أن هذا المشهد يفاقم وضع حرج بالفعل وخطير للغاية مع وجود مخاطر جدية وملموسة تتمثل في انقسام جديد للبلاد واستئناف الاشتباكات بين الميليشيات في طرابلس.

وشدد روفينيتي على ضرورة وجود تدخل قوي و حاسم للمجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة وأوروبا لمحاولة مساعدة الليبيين في إيجاد وساطة سياسية تسمح لهم بإيجاد حل جديد تتفق عليه الأطراف المختلفة.

وقال الخبير الإيطالي إنه في نهاية يونيو المقبل ستنتهي عملية الأمم المتحدة ولن يكون للمجلس الرئاسي الليبي أساس للشرعية من الناحية الفنية، داعياً أوروبا للعمل بسرعة لتجنب تصعيد سيكون أيضًا خطيرًا جدًا عليها.

وتابع أنه حان الوقت لفرنسا وإيطاليا للعمل معًا وبطريقة منسقة لتجنب ترك ليبيا في أيدي دول لا مصلحة لها في استقرار البلاد.





المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top