حظر تدريس كتاب عن الهولوكوست يثير الحرب الثقافية في أمريكا





واشنطن – د ب أ


نشر في:
الأربعاء 9 مارس 2022 – 9:31 ص
| آخر تحديث:
الأربعاء 9 مارس 2022 – 9:31 ص

لفت حظر تدريس كتاب عن المحرقة النازية بحق اليهود (الهولوكوست) في الولايات المتحدة، أنظار العالم إليها، في أحدث حظر من نوعه يتصدر عناوين الأنباء، في سلسلة قرارات مجالس أمناء المدارس، المتعلقة بقضايا متنوعة ابتداء من العنصرية حتى التربية الجنسية وجائحة كورونا.

قام مجلس أمناء مدرسة بولاية تينيسي الأمريكية، بحذف رواية مصورة للكاتب الأمريكي آرت شبيجلمان بعنوان “ماوس”، من المنهج الدراسي، متذرعا بما تحتويه الرواية من كلمات السباب والعري.

ويتحدث شبيجلمان عن الفظائع التي ارتكبها النظام النازي الألماني، من خلال ما مر به أفراد عائلته، حيث صور النازي على أنهم القطط واليهود هم الفئران. وفاز شبيجلمان بجائزة بوليتزر عن هذه الرواية في عام 1992.

وتحظى مجالس أمناء المدارس في الولايات المتحدة بسلطات واسعة بحيث تسيطر على الطريقة التي تدار بها المدارس في منطقة ما، فهي تضع السياسة التعليمية المحلية، وتملك صوتا فائق القوة بشأن القضايا المطروحة.

وعادة ما يقوم السكان المحليون في حي ما، بانتخاب أعضاء مجالس أمناء المدارس، ولكن يمكن أيضا أن يتم تعيين بعضهم.

وصار المناخ السائد في اجتماعات مجالس أمناء المدارس أكثر احتداما بشكل متزايد، خاصة منذ العام الماضي، حيث انتشر الصياح والاعتداء البدني، بل وصل الأمر إلى حد التهديد بالقتل، وذلك وفقا للأنباء التي ترددت، ولكن يبقى السؤال: لماذا يحدث ذلك الآن؟

يقول كينيث وونج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة براون المرموقة، في مدينة بروفيدنس بولاية رود أيلاند إن الهجوم الذي تعرض له مقر الكونجرس في 6 يناير 2021، يعد نقطة تحول.

ويضيف وونج، الذي يركز على السياسة التعليمية، أن هذه الحملة تفتح الباب لتنفيذ مجموعة واسعة من الأعمال، أمام أولئك الذين يهدفون إلى الإخلال بمؤسسات الدولة أو زعزعة استقرارها.

ويقول أيضا إن الناس اعتادوا الاختلاف حول القضايا، وهو ما يمثل أمرا طبيعيا تماما، غير أن المجتمع الأمريكي أصبح أكثر عرضة للاستقطاب منذ الهجوم على مقر الكونجرس، كما أخذ المناخ يتغير في مجالس أمناء المدارس، حيث امتدت الحدود الفاصلة بين ما يعد سلوكا مقبولا أو غير ذلك.

وأصبحت قضايا العنصرية والتربية الجنسية، بما فيها وسائل منع الحمل، وأيضا الممارسات الجنسية التي تتعدى تلك السائدة بين الجنسين، تثير استياء الآباء، وتقوم بعض مجالس الأمناء بحظر تدريس “النظرية النقدية للعنصرية”، وهي نظرية تنتقد المفهوم السائد في الولايات المتحدة عن العنصرية، كما تنتقد تبني النظام القانوني والسياسي الأمريكي للفوارق العنصرية بين المواطنين، وتسعى إلى فضح هذا النظام، ويأتي هذا الحظر بدافع من التيار المحافظ والجمهوريين، حيث يرى هذا التيار أن هذه النظرية تؤدي إلى تقسيم المجتمع إلى مضطهدين وظالمين.





المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق