سياسي أمريكي: يتعين على أمريكا وقف افتتاح خط نورد ستريم 2 بسبب عواقبه السياسية والأمنية





د ب أ


نشر في:
الأربعاء 9 فبراير 2022 – 10:51 ص
| آخر تحديث:
الأربعاء 9 فبراير 2022 – 10:51 ص

تعارض الولايات المتحدة بشدة خط نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ثم دول أوروبية أخرى ،مبررة ذلك بأن موسكو سوف تستخدم الخط كوسيلة للضغط. وفرضت واشنطن عقوبات على شركات مشاركة في إنشاء الخط.

وربط الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأحد الماضي بين تشغيل الخط وأزمة الحشود العسكرية الروسية على الحدود، حيث هدد بإغلاق الخط إذا غزت موسكو أوكرانيا.

وفي الأسبوع الجاري، اجتمع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته ووزير الخارجية فوبكه هويكسترا، مع قادة أوكرانيين في كييف.

وكانت الزيارة تهدف للأشارة إلى دعم هولندا لأوكرانيا في وجه استفزازات التعزيزات العسكرية الروسية على حدودها.

وقال بيت هوكسترا، سفير أمريكا السابق لدى هولندا، والرئيس الحالي لمركز مجلس مستشاري السياسة الأمنية في تقرير نشره معهد جيتستون، إنه كما هو الحال بالنسبة للتحركات الأمنية الوطنية الأوروبية الأخرى، ربما يكون الاجتماع ذا قيمة ضئيلة وجاء متأخرا.

فقد كان الاجتماع بمثابة خطوة إيجابية ساندتها بقوة إدارة الرئيس جو بايدن بوصفها علامة على وحدة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ومع ذلك، أعادت الزيارة إلى الأذهان جهود بذلها سفراء أمريكيون وأوروبيون لوقف تشغيل خط نورد ستريم 2، الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا وبعد ذلك يمتد إلى الكثير من بقية أوروبا.

وأضاف هوكسترا، عضو مجلس النواب السابق لمدة 18 عاما، ورئيس لجنة الاستخبارات السابق بمجلس النواب، أن التهديد الروسي، الذي حددت خطوطه العريضة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، واضح للغاية ويتمثل في أن موسكو سوف تكون قادرة بعد ذلك على منع تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا وسط فصل الشتاء، إذا رغبت في ذلك ،كنوع من الابتزاز، كما تم الكشف عن العواقب السياسية والأمنية طويلة المدى لاكتمال بناء الخط.

وفي تلك المرحلة ربما يكون هناك توقع بأن تنقذ الولايات المتحدة أوروبا من الاتفاق الذي أبرمته.

وقال هوكسترا، إنه ببساطة شديدة تعتبر إقامة علاقات اقتصادية أكثر قربا مع روسيا وبوتين فكرة سيئة وخطيرة للغاية.

ويضيف أن التحذيرات لأوروبا ذهبت أدراج الرياح، وتحركت إدارة بايدن وأعطت الضوء الأخضر للمرحلة النهائية من بناء الخط.

وأكملت ألمانيا، بمساعدة حلفاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الآن المشروع الذي ينتظر فقط التوقيع على الوثائق النهائية قبل تشغيله.

وتابع هوكسترا، أن الدروس التي تم استخلاصها كانت واضحة.

كان هناك بالفعل خلل في أداء حلف الناتو في عام 2018،ولم يستطع أن بطور أو يتفق على استراتيجية للحلف بشأن كيفية التعامل اقتصاديا مع روسيا.

كما أن الخلل في أداء الحلف واضح أيضا ويتمثل في أن معظم الحلفاء الأوروبيين ،وبصفة خاصة الألمان الأقوى اقتصاديا في أوروبا، ليس لديهم استعداد لاستثمار 2% من إجمالي ناتجهم المحلي في الانفاق الدفاعي ،وهى النسبة التي التزموا بها كجزء من دعمهم العسكري للناتو.

وحاولت الولايات المتحدة إقناع الأوروبيين بتوخي الحذر في عملية دمج اقتصادياتهم بشكل وثيق جدا مع روسيا، وطالبتهم بالاستثمار في القوة العسكرية للناتو، غير أن الأوروبيين ساروا في طريق مختلف، حيث أن ذلك من حقهم.

ونظرا لأن روسيا تقف على أعتاب أوكرانيا غير العضو في الناتو ، فإنه من المتوقع ، كما تشير التكنهات، أن تنقذ الولايات المتحدة الأوروبيين من غزو روسي محتمل من خلال إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى أوروبا .

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الخطوة ؟، والإجابة هى أن جيوش الأوروبيين هشة بسبب عدم قيامهم بالاستثمار في الناتو.

ومعظم الدول الأوروبية لم تف بالمطلب الذي وافق عليه الحلف بأن يكون الانفاق الدفاعي بنسبة 2%من إجمالي الناتج المحلي ، ليس هذا فقط، ولكنها تفتقر أيضا إلى القوة البشرية والمعدات والقدرات اللوجيستية الضرورية.

وقال هوكسترا، إن السؤال هو كيف يجب أن يكون رد فعل الولايات المتحدة ؟، والإجابة هى أن الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تواصل التحدث بشكل واضح وحازم. والناتو هو الحلف العسكري الأكثر أهمية لدى الولايات المتحدة ، و”نحن في حاجة لأن يكون قويا وفاعلا”.

وأوضح أن المسار الوحيد للمضي قدما للأمام هو أن يلتزم كل الأعضاء مجددا بالاستثمار في مستقبل الناتو.

وقال هوكسترا من خلال دمج ذلك مع إلتزام بقيمنا السياسية والاقتصادية المشتركة، سوف يظل الناتو قوة للخير تحمي العالم الحر من المغتصبين.

ولم يفت الوقت بعد لكي تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها الكارثي وتوقف افتتاح خط نورد ستريم 2″.

واستطرد أن أي شيء أقل من ذلك يعرض للخطر كل شئ انجزه الناتو على مدار الخمسين عاما الماضية، وسوف يفتح الباب أمام انعزالية متزايدة داخل الولايات المتحدة وفي الخارج.ومن المفهوم أن الرغبة في تجنب الصعوبات في الحفاظ على العالم الحر مغرية دائما.

ويقول هوكسترا: “كانت زوجتي تعرب عن رأيها عندما كانت هذه القضايا تُثار خلال فترة خدمتنا في هولندا”.

ولفت إلى أن ردها كان ” ساعدناكم على هزيمة إرهاب النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية . ونعرب عن تقديرنا لكيفية تذكركم للشبان الأمريكيين الشجعان الذين ضحوا بكل شئ لتحرير بلادكم”.

وأضافت ” ولكن اذا كنتم تعتقدون أنني سوف أدعم إرسال أطفالنا وأحفادنا للقتال من أجل أوروبا مرة أخرى ، بينما تبدون عدم الرغبة في استثمار أموالكم أو تجنيد شبابكم في القوات المسلحة ، فإنه يتعين عليكم التفكير مرة أخرى “. حلف الناتو يُوصف بأنه تحالف لسبب ما .

واختتم هوكسترا، تقريره بقوله: “تلك هى الرسالة التي يتعين أن يسمعها حلفاؤنا ويولونها الاهتما، وهي رسالة يتعين على الرئيس بايدن أن يفكر فيها في الوقت الذي يرسل فيه مرة أخرى قوات إلى قارة غير راغبة في الدفاع عن نفسها، ولم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تدافع عن أولئك الذين لن يدافعوا عن أنفسهم”.





المصدر

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق